قصة قصيرة
الغرق......في كرسي مجاور
في صالة أحد الفنادق الفخمة كان يجلس يرتشف قليلاً من قدح الشاي الساخن وهو ينظر الى شاشة التلفاز يطالع الضيفة ذات الجلد الأسفنجي والملامح البلورية المرتسم على ثناياها إبتسامة الموناليزا الساحرة... ينصت إليها كأن حروفها قطرات متأنية تنساب من شاهق الاوراق لتغسل أجنحة عصفور ينكش ريشه الرمادي ....هو كاتب جاء لحفلة توقيع ديوانه أما هي حضرت لتشارك في لقاء تلفزيوني في أحد القنوات جمعهما اللاموعد تحت سقف واحد وكرسي واحد حين ذهب ليغسل البقعة الداكنة على قميصه بعد أن هطلت من جذر القدح الملبد بالشاي
جاءت مسرعة لترى لقاءها الأمسي بعد إنقطاع عن التمثيل والشاشة الفضية دام أكثر من خمس وعشرين عام .... تتسائل بين أروقة عقلها الشاسع القلق هل لازال الناس يتذكرونها ؟
أم أن زخم البرامج والفضائيات وضعها على مقاعد الذاكرة البعيدة جلست وعيناها مسمرتان على وجهها الظاهر في شاشة التلفاز عند أعتاب مكانٍ كان مستعمرة مؤقته لرجل تناثر هاتفه النقال.. كتاب كان يغفو بين يديه قبل سماع صوتها الهديلي.... نسخة من ديوانه المنتظر..... باقة أقلام ملونة...... جريدة تحمل أسمه بين طياتها .... عاد بعد حملة الأزالة لبقايا البقعة المستوطنة في باحة القميص... شاهدها واقع أزاح سراب القيعة من مخيلته أبتسم داخله تسائل ياترى كم كان يعطشها ؟ حين تحولت من وهم إلى حقيقة تجلس في نفس المكان الذي يحلمها فيه ...تراقص فؤاده أرتبك النظر إستعلم من صديقة القاعد على مرمى نظرة منه أجابه بنظرة عين سريعة تدل على إستفاهم
جلس بالكرسي المجاور اخذ يكتبها داخله كقصيدة تمسح ماتقدم من شعر وماتأخر .....
عيناه وأحاسيسه تتزود منها ليكتب دواوين الأطمئنان التي يبحثها منذ نعومة مشاعره أستنشقها
صار يحلم بها وهو مستيقظ لدرجة تحسس ملامحها بنظراته....وهي منشغلة في أدائها في برنامج الأمس. ..نهاية البرنامج اعلنت عودتها الى الواقع لتدرك أنها محرجة وخجلة بعد أن ادركت انها في مكان لرجل ينظر إليها كآلهة الجمال عند الإغريق ..أراد أن يبادر بقطف الكلام لذا زرع إبتسامة على محياه كرسالة تُعبر عن الود ....
وعند أول آسفة .....القى بنفسه في بحرها ليدرك
أنه يعرف ألف طريقة للغرق ولا طريقة للنجاة
يقظان علوان
العراق