أعياد
كانونُ حلّ على الطبيعةِ ناثِراً
نُتَفَ الثلوج ِ بليلة ِ الميلاد ِ
فكَأنّها عن قَوس نَدّاف ٍ بَدَت ْ
غطّت رؤوسَ شِعابِها والوادي
فابيضّت ِ الأشجارُ مِنهُ كأنما
لبِسَتْ فساتينَ الزّفاف ِ بنادي
وتراقص اللّهَبُ المِدلُّ بوَقدِه
يقتاتُ بالأحطاب ِ والأعواد ِ
وعلى الموائِد جالسون وكلُهُم
مُتهلّل ٌ مُسترسِلٌ مُتهادي
تتناثرُ الحلوى تضيئُ شموعُهُم
يتخاصرون َ بإلفة ٍ ووداد ِ
والغانيات ُ كما الظباء ِنواعسٌ
نُجلُ العُيُون ِ تكَحّلَت بسوادِ
يتماوجُ العطرُ الشفيفُ بفِتنةٍ
تَهتَاج ُ مَكتومُ الغَرَائزِ صادي
مابينَ إغماض ِ الضياء ِووهجه ِ
تُجنى الثمارُ بِخِلسَة ِ الرُّصَاد ِ
ورهافة ُالنجوى وهمس ُ صَبابة ٍ
والوشوشاتُ ولمسة ٌ ، وتمادِي !
ماأجمل َ الإنسان َفي أعياده ِ
لوأنّ كُل َ الناس ِ في أعياد ِ
لكن ْيمرُّ على أناس ٍ همّهُم
في البحث ِ عن حَبل ٍ وعن أوتاد ِ
عن كِسرة ِ الخُبز ِ التي عَزَّتْ فلا
يجدون ِ إلا ذُلّ عَيش ٍ بادي
عن لحظةِ الدّفء الجميلِ تلُفّهمْ
والبردُ مِثل َ السُّم ّ في الأجساد ِ
ياربُ ماهذا البلاءُ؟ولا أرى
ما حلّ في البُلدان ِ مثل َ بلادي
رجل ٌ يُجرجِرُهُ النُّزوح ُ وآخر ٌ
يبتزُّه ُبِصفاقة ِ الأوغاد ِ
يبتزُّهُ برحيلِه ِبحلولِه ِ
بالخاطر ِالمكسور ِ بالأولاد ِ
بقلمي
فواز محمد سليمان